دعا  الإتّحاد العام التونسي للشّغل الرئيس قيس سعيّد إلى سنّ مبادرة قانونيّة لتجريم التطبيع، مثمّنا اعتبار الرئيس التطبيع خيانة عظمى، كما دعا السلطات التونسيّة إلى فتح تحقيق في العديد من الجمعيات المجهولة التمويل والغامضة في تركيبتها وفي أهدافها من الذين حضروا في ندوة  ''التهديدات غير التقليديّة في البحر المتوسّط'' المنعقدة من 14 إلى 17 أكتوبر 2019 في تونس بمشاركة المعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسّط ومركز الدراسات الاستراتيجيّة للشّرق الأوسط وجنوب آسيا.

وفي بيان له أصدره يوم أمس الخميس 24 أكتوبر 2019، بعد اجتماع  المكتب التنفيذي للاتّحاد، ذكّر الإتّحاد الهيئة المستقلّة للانتخابات بالملاحظات التي قدّمها المرصد النقابي لملاحظة الانتخابات حول الإخلالات والتجاوزات التي تمّ تسجيلها في مراكز ومكاتب الاقتراع، مشيرا إلى أنّه لم  يتمّ اتخاذ إجراءات بخصوصها.

كما ندّد الإتّحاد بحملات ''الشيطنة'' التي تشنّها بعض الأطراف السياسية المعادية للعمل النقابي والمناهضة للدستور مدعومة ببعض الإعلاميين وأدان  الاعتداء ''الجبان'' الذي طال لوحة صورة مدرسة الشهيد فرحات حشّاد بقربة. واستنكر التهديدات التي لحقت الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشّغل بصفاقس ومحاولة القتل التي استهدفت عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بسليانة.

وعبّر المكتب التنفيذي الموسّع في بيانه، على مساندته لجهة صفاقس في ردّها على التهديدات واستعداد كافّة النقابيات والنقابيين للتصدّي إلى كلّ التهديدات في التوقيت المناسب وبالطّرق الكفيلة،ودعا كافّة النقابيات والنقابيين إلى اليقظة وإلى تمتين وحدتهم ومواصلة جهودهم في التأطير وتقوية الانتساب ونشر الوعي والتعريف بمنظّمتهم وبإنجازاتها التاريخية والنضالية.

وأشار الإتّحاد إلى استنكاره للهجمة التي يتعرّض إليها الإعلاميون، واعتبر أنّ هياكل المهنة أولى بإصلاح الإعلام تأسيسا على أخلاقيات الصحافة ووفق القانون بعيدا عن الشيطنة والتخوين والتوظيف، وبيّن أنّ مفاد هذه الهجمة تكميم الأفواه ومحاصرة حرية التعبير وحقّ المواطنات والمواطنين في المعلومة.

كما أكّد الإتحاد على ضرورة الإسراع لتشكيل الحكومة على قاعدة الكفاءة والجدوى ووضوح الرؤية،  لتجاوز الفشل الذي خيّم لعدّة سنوات وخاصة في الفترة الأخيرة، وشدّد على وجوب إعداد البرامج والحلول التي ستكون مقياس التقييم والمتابعة والمحاسبة، وبناء منوال تنموي عادل ومستدام ومندمج  للخروج من الأزمة التي تغرق فيها البلاد منذ مدّة من فقر وبطالة واختلال في الموازنات المالية والتجارية وتدهور للدينار وتزايد المديونية الحادّة. وبيّن أنّه ليس معنيا بأيّ موقع إيمانا بدوره التعديلي ووظيفته المجتمعية والوطنية باعتباره قوّة اقتراح واحتجاج.

وأضاف الإتّحاد في بيانه أنّه رافض للحلول الترقيعية المنتهجة على حساب الأُجراء كمقترحات الاقتطاع من الأجور والتي لا يمكن إلاّ أن تزيد في تعميق الأزمة وتوسّعها وفِي خلق مناخات اجتماعية متوتّرة. وأثنى على كلّ المبادرات الشبابية في الحملات المواطنية المختلفة ومنها الهادفة إلى الضغط على غلاء المعيشة ومحاربة ارتفاع الأسعار وحملات النظافة وغيرها وأكّد على ضرورة تحويلها إلى ثقافة دائمة وعقلية مترسّخة بعيدا عن محاولات التوظيف السياسي من البعض أو التبخيس الذي يأتيه البعض الآخر في حقّها.

ودعا إلى استئناف المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص،وذلك  بإنهاء ملف مراجعة قيمة الدرجة والشروع في المفاوضات في جانبها الترتيبي عبر مراجعة الاتفاقيات المشتركة في كنف المسؤولية وتنفيذا للتعهّدات والتزاما بالحوار الاجتماعي مبدأ وممارسة. وطالب الحكومة بتفعيل الاتفاقيات المبرمة مع عدد من القطاعات وتنفيذ تعهّداتها تجاه الطرف الاجتماعي احتراما لمصداقية التفاوض وحفاظا على الاستقرار الاجتماعي.

وتوجّه الإتّحاد العام التونسي للشّغل بالتهنئة إلى قيس سعيّد رئيس الجمهورية المُنتخب وثمّن السلاسة في نقل السلطة وعبّر عن احترامه لـ محمّد الناصر الرئيس بالنيابة الذي حرص على تنفيذ مقتضيات الدستور، وعن شكره  إلى كافّة النّاخبين الذين أدلوا بأصواتهم بكلّ حرّية.